محاسبة النفس " خاطرة للاخ محمود صالح"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخاطره "مشاركه من الاخ محمود صالح جعلها الله فى ميزان حسناته وجزاه خيرا"

الخاطرة بعنوان محاسبة النفس .....

أيتها النفسُ ماذا تنتظرين ؟ فقد انقضتْ أيامٌ وشهورٌ وسنينْ .
وأنتِ أنتِ كما أنتِ مازلتِ لاهية ً في سكةِ الغافلينْ .
تائهة ً في بلدِ المذبينَ خلفَ السرابِ تركضينْ .
وتظنينَ مخطئة ً أنكِ عن السعادة تبحثينْ .
هيهاتَ هيهاتَ أن تـَـصلِيْ الى ما أنتِ به تظنينْ .
فلا سعادة َ لكِ إلاّ في طاعةِ ربِ العالمين ْ.
لأنكِ إليه لابد أنْ ترجعينْ .
أما سالتي ذاتـكِ يوماً ، أين لينيين ؟ وأين استالينْ .
أين فرعونُ ؟ وأين النمرودُ ؟ وأين كلُ الطغاةِ والجبارينْ ؟.
أين صدامُ الذي حكم العراقَ حقبة ًمن السنينْ ؟.
أين القذافي الذي تسلط على ليبيا أكثرَ من أربعينْ ؟.
أين مباركُ الذي طالما كان من المُطأطئينْ ؟.
أين من سمّته تونسُ بزين ِالعابدينْ ؟.
منهم من رحل وارتحل ومنهم بالاغلال مُقيدينْ .
يانفسُ مالكِ لاتـُبصرين ؟ ، وعن الحق تزوغينْ .
اسالي التاريخَ عن الأولينَ والآخرينَ .. سَليهِ عن أمجاد صلاح الدينْ .
سليه عن أبي بكر ٍ ، عن عمرَ ، عن عثمانَ ، عن علي ٍ ... هولاءِ الصالحينْ .
سليه عن خديجة َ أمِّ المؤمنينْ ... سليه عن الانصار ِ والمهاجرينْ .
ثم من بعدِ ذلك اختاري لذاتِكِ مع أي الفريقين ِ تكونينْ ؟ .
يانفسُ كلما وقعتي في ضيق عاهدتي اللهَ إنْ انجيتـَـني لأكوننَّ من الشاكرينْ .
وقطعتِ عهداً أنك عن المعاصي تـُـقـلعينْ .
ثم ما إن انجلتْ حتى كنتِ لعهدِكِ من الناكثينْ .
ماذا جرى لك ؟ ، أبـِاللهِ وآياتِه تستهزئينْ؟.
وللشيطان ِ وإغوائِه تخضعينْ ؟.
يانفسُ توبي فكل ما انقضى يومٌ من المنيةِ تـَـقربينْ .
واعلمي أنّ وعدَ اللهِ حقٌّ وأنه لايـُـفلح الظالمينْ .
يانفسُ اعملي ليوم ٍ لاتنفعُ فيه شفاعة ُالشافعينْ .
يانفسُ لاتتوهمي أنكِ من النار بدون عمل ٍ تـَـنجــِينَ حتى وإن كنتِ تـُحبينَ آلَ البيتِ أجمعينْ .
فقد قال الحبيب محمدٌ الى الزهراءِ فاطمة َ اعملـِي ولاتكونينَ من المتــّكـلـيـنْ .
فأنا لا أُغني عنكِ شيئاً من الله ربِ العالمينْ .
ماذا بعدَ هذا يانفسُ تنتظرينْ ؟ .
الدجّالَ ؟ فـَشرُّ غائبٍ تنطرينْ .
أم ِالساعة َ ؟ ، والساعة ُ أدهى وأمرُّ على الكافرينْ .
عودي الى رشدكِ واستدركِي مابقِيَ لك من العمر وكوني من الزاهدينْ .
وقولي لفاطر السموات والأرض ِ كما قال يوسفُ : " توفني مسلماً وألحقنـِي بالصالحينْ " .