المدير Admin
عدد المساهمات : 2380 تاريخ التسجيل : 26/05/2010
| موضوع: الايمان باليوم الآخر ( 4 ) الشفاعة يوم القيامة الأربعاء مايو 18, 2011 10:37 pm | |
| الشفاعة يوم القيامة: والمسلم يؤمن بشفاعة الرسول ( للمؤمنين حتى ينقذهم الله -عز وجل- من صعوبة هذا الموقف، وتلك هي الشفاعة الكبرى، وهي أعظم الشفاعات وهي المقام المحمود لنبينا محمد (، قال تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا} [الإسراء: 79]. فبعدما يذهب الناس إلى الأنبياء طلبًا للشفاعة، يحيلهم كل نبي إلى من بعده، حتى يأتوا الرسول ( فيسجد تحت العرش، ويشفع عند الله لعباده المؤمنين، قال (: (إن الشمس تدنو يوم القيامة، حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينما هم كذلك، استغاثوا بآدم، فيقول: لست بصاحب ذلك، ثم بموسى فيقول كذلك، ثم محمد ( فيشفع ليقضي بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه الله مقامًا محمودًا يحمده أهل الجمع كلهم) [البخاري]. والمسلم يؤمن أن الشفاعة تكون للأنبياء والعلماء والشهداء، قال (: (يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء) [ابن ماجه]. وهذه الشفاعات لا تكون إلا لمن أذن الله -عز وجل- له، قال تعالى: {يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً} [طه: 109]. وقال ( عن ثواب الشهيد: (يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويُزَوَّج حواريُّون ويشفع في سبعين من أهل بيته) [الطبراني]. وقال (: (إن من أمتي من يشفع للفئام (الجماعة من الناس)، ومنهم من يشفع للقبيلة، ومنهم من يشفع للعصبة، ومنهم من يشفع للرجال حتى يدخلوا الجنة) [الترمذي]. والمسلم يؤمن بأن العمل الصالح يشفع لصاحبه مثل الصيام وقراءة القرآن، قال (: (القرآن والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان) [أحمد]. محاسبة الناس يوم القيامة: والمسلم يؤمن أنَّ الله -عز وجل- يحاسب الناس على ما كسبوه في الحياة الدنيا من خير أو شر، قال تعالى: {من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي الذين ظلموا إلا ما كانوا يعملون} [القصص: 84]. وهذه الأعمال هي التي أحصتها ملائكة الله.. قال الله -عز وجل- في حديثه القدسي: (يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) [مسلم]. والمسلم يؤمن أن الجزاء يوم القيامة يكون بعد محاكمة عادلة تُعرض فيها الأعمال، ويطلع الناس على أعمالهم، ويقرأ كل واحد منهم كتابه، قال تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابًا يلقاه منشورًا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا} [الإسراء: 13-14]. والمسلم يعلم أن كل واحد سيقف أمام الله -عز وجل- ليحاسب على أعماله، قال تعالى: {لقد أحصاهم وعدهم عدًا. وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا} [مريم: 94-95]. وقال (: (ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة، ليس بين الله وبينه ترجمان) [البخاري]. والمسلم يؤمن بأن الله -عز وجل- لا يناقش إلا من كثرت معاصيه. فعن عائشة -رضي الله عنها- أن الرسول ( قال: (ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك). فقلتُ: يا رسول الله أليس قد قال الله -تعالى-: {فأما من أوتي كتابه بيمينه. فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا} [الانشقاق: 7-8]. فقال رسول الله (: (إنما ذلك العَرْض، وليس أحد يُنَاقَش الحساب يوم القيامة إلا عُذِّب) [البخاري] . ومناقشة الحساب هي أن يحاسب الله -عز وجل- العبد على كل صغيرة وكبيرة فعلها ويترك مسامعته. والمسلم يؤمن بأنه في يوم القيامة يأخذ كل إنسان كتابه الذي دونت فيه الملائكة أعماله في الدنيا من حسنات وسيئات، فالمؤمن يأخذ كتابه بيمينه، فيفرح ويسعد. أما الكافر، فيأخذه بشماله، فيدرك أن مكانه في دار الجحيم، قال تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه. إني ظننت أني ملاق حسابيه. فهو في عيشة راضية. في جنة عالية. قطوفها دانية. كلوا واشربوا هنيئًا بما أسلفتم في الأيام الخالية. وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه. ولم أدر ما حسابيه. يا ليتها كانت القاضية. ما أغنى عني مالي. هلك عني سلطانيه. خذوه فغلوه. ثم الجحيم صلوه} [الحاقة: 19-31]. والمسلم يؤمن بأن الناس يتفاوتون في الحساب، فمنهم من يحاسب حسابًا يسيرًا، فيعرض الله عليه أعماله، ويُطْلعه عليها دون أن يَطَّلع عليها أحد غيره، ويستره الله -عز وجل- ويعفو عنه، ثم يأمر به إلى الجنة، ومنهم من يُنَاقَش في حسابه، ويُسْأل عن كل شيء، ويُفتضح أمره بين الناس جميعًا، قال تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره} [الزلزلة: 7-8]. ويقول (: (لا تزولُ قدما عبد يوم القيامة حتى يُسْأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه) [الترمذي]. والمسلم يؤمن أن هناك أناسًا يدخلهم الله -عز وجل- الجنة بغير حساب، قال (: (يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفًا بغير حساب) [مسلم]. والمسلم يؤمن أن هناك شهودًا تشهد عليه أمام الله -عز وجل- يوم القيامة، مثل: السمع، والبصر، والجلد، والأيدي، والأرجل، والمال، والأيام، والحفظة الكرام، والأرض، والليل، والنهار. قال تعالى: {حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون} [فصلت: 20]. وقال: {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون} [النور: 24]. والمسلم يؤمن بما جاء عن شهادة الأرض، وإخبارها عما حدث على ظهرها، قال تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها. وأخرجت الأرض أثقالها. وقال الإنسان ما لها. يومئذ تحدث أخبارها. بأن ربك أوحى لها. يومئذ يصدر الناس أشتاتًا ليروا أعمالهم. فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره. ومن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره} [سورة الزلزلة]. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قرأ الرسول (: {يومئذ تحدث أخبارها} [الزلزلة: 4]. قال: (أتدرون ما أخبارها؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها، أن تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا. قال: فهذه أخبارها) [الترمذي والنسائي] . والمسلم يؤمن أن المال يشهد على صاحبه إذا لم يؤدِّ حقه، قال (: (إن هذا المال خضرة حلوة، ونعم صاحب المسلم، هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل، وإنه من يأخذه بغير حقه، كان كالذي يأكل ولا يشبع، ويكون عليه شهيدًا يوم القيامة) [مسلم]. كما أن المسلم يعلم أن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله قال (: (إن أول ما يُنظر فيه من عمل يوم القيامة الصلاة، فإن وجدت تامة، قبلت منه وسائر عمله، وإن وجدت ناقصة، ردت عليه وسائر عمله) [الحاكم]. وأول ما يُحاسب به الناس يوم القيامة من حقوق العباد هي الدماء، قال (: (أول ما يقضى بين الناس في الدماء) [متفق عليه]. ثم يسأل الإنسان عن عمره وعلمه وماله. الميزان: والمسلم يؤمن بأن أعمال العباد توزن بالميزان العادل، فلا يظلم الله -عز وجل- أحدًا، قال تعالى: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئًا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين} [الأنبياء: 47]. وقال سبحانه: {فأما من ثقلت موازينه. فهو في عيشة راضية. وأما من خفت موازينه. فأمه هاوية. وما أدراك ماهيه. نار حامية} [القارعة: 6-11]. وعن عائشة -رضي الله عنها- أنها ذكرت النار فبكت، فقال لها رسول الله (: (ما يبكيك؟). قالت: ذكرت النار فبكيت، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ قال رسول الله (: (أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدًا: عند الميزان، حتى يعلم أيخف ميزانه أو يثقل، وعند الكتاب حين يقال: {هاؤم اقرءوا كتابيه} [الحاقة: 19] . حتى يعلم أين يقع كتابه، في يمينه أم في شماله أم من وراء ظهره، وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم) [أبو داود]. الحوض: المسلم يؤمن أن لكل نبي حوضًا ولكن أكبرهم وأعظمهم هو حوض النبي (، فقد قال (: (حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منها، فلا يظمأ أبدًا) [متفق عليه]. وعن أنس -رضي الله عنه قال: بينا رسول الله ( ذات يوم بين أظهرنا، إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه مبتسمًا، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: (أُنزلت علي آنفًا سورة). فقرأ: إنا أعطيناك الكوثر. ثم قال: (أتدرون ما الكوثر؟). فقلنا: الله ورسوله أعلم. قال: (فإنه نهر وعدنيه ربي -عز وجل- عليه خير كثير، هو حوض تَرِدُ عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم، فأقول: إنه من أمتي. فيقول: ما تدري ما أحدثت بعدك) [ مسلم]. الصراط: المسلم يؤمن بأنه لابد للإنسان أن يمر على الصراط حتى ينجو من عذاب الله في الآخرة، وهذا الصراط منصوب على جهنم، يكون أمام الكافر أدقَّ من الشعرة، وأحدَّ من السيف، تحته خطاطيف تخطف الكافرين والعاصين إلى قعر جهنم، ويمر على الصراط جميع الناس حتى الأنبياء، والصديقون، والمؤمنون، والكفار، ومن يحاسب ومن لا يحاسب، قال تعالى: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتمًا مقضيًا. ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيًا} [مريم: 71-72]. وتكون سهولة المرور على الصراط بحسب عمل الإنسان في الحياة الدنيا، فمنهم من يمر بسرعة سقوط الشهب، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر يزحف يقع في النار مرة، ويخرج مرة حتى إذا مروا قالوا: الحمد لله الذي نجانا. رد المظالم: والمسلم يؤمن بأن يوم القيامة هو يوم القصاص، وفيه تُرَدُّ الحقوق إلى أصحابها، فيأخذ الله من الظالم للمظلوم حقه، فيأخذ من حسنات الظالم ويضعها على حسنات المظلوم، وإن لم يكن له حسنات؛ أُخذ من سيئات المظلوم، فتوضع على سيئات الظالم. قال (: (من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم (هناك) دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات، أُخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه) [متفق عليه]. وقال (: (يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبُوا ونُقُّوا، أُذِن لهم في دخول الجنة. فالذي نفس محمد بيده، لأحدهم أُهْدِي بمنزله في الجنة، منه بمنزله الذي كان في الدنيا) [البخاري].
26 | |
|