صفاء 269
عدد المساهمات : 30 تاريخ التسجيل : 22/06/2010
| موضوع: الولد الصالح ( رعاية الأم الحامل ) السبت مايو 28, 2011 8:17 pm | |
| رعاية الأم الحامل: اهتم الإسلام بالمرأة الحامل، وأمر بالعمل علي راحتها، وتوفير الغذاء لها، قال تعالي: {أسكنوهن من حيث سكنتم من حيث وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخري. لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسرًا يسرًا} [الطلاق: 6- 7]. والحامل تحتاج إلي تناول غذاء كامل يحتوي علي جميع العناصر الغذائية حتى ينمو جنينها قويًّا صحيحًا؛ لأنها هي المصدر الوحيد لغذائه، وعليها أن تحرص علي تناول البيض واللحم والحليب والجبن والسلطات والخضراوات والحبوب والخبز، والدهنيات -بنسبة بسيطة- والفاكهة، وغير ذلك من الأغذية الضرورية في هذه الفترة . وعلي الحامل أن تدرك أن راحة النفس لا تقل أهمية عن راحة البدن، وأن الانفعال أو التوتر النفسي يؤثر علي الجنين تأثيرًا سلبيا، فالراحة النفسية للحامل من الأمور المهمة التي لا تقل في أهميتها عن الراحة البدنية، فيجب علي الحامل ومن يعيشون معها الحرص علي أن يكون جو البيت ممتلئًا بالسعادة والانشراح، حيث إن الحالة النفسية من فرح أو حزن لها تأثيرها في إفراز الهرمونات في جسم الأم، ويتأثر الجنين بهذه الهرمونات منذ الشهور الأولي. وهناك بعض العوامل الأخرى المفيدة للحامل منها: المشي، والقيام ببعض التمرينات الرياضية البسيطة، وذلك في الشهر أو الشهرين الأخيرين من الحمل؛ وذلك مما يسهل عملية الولادة . ويجب أن تهتم الحامل اهتمامًا كبيرًا بصحتها، استعدادًا لتحمل مسئولية الإنجاب، وتربية الطفل والعناية به وإرضاعه، فتهتم بنظافتها وتغسل ثدييها، ولا يفوتها أن تكون ملابسها فضفاضة بقدر ما تسمح به حالة الجو -مع مراعاة الجانب الشرعي في الملابس- وألا تكون ضاغطة علي جزء ما من جسمها، وأن تتجنب استعمال الأحذية عالية الكعب؛ لأنها ترفع الجسم، وتلقي بالثقل علي الكعبين وأصابع القدمين؛ مما قد يسبب آلامًا في الظهر والساقين، ويفضل زيارة الحامل للطبيبة بصورة دورية إذا أمكنها ذلك، حتى تطمئن علي صحتها وسلامة حملها من آن لآخر . ويمكن للحامل في كثير من الأحيان أن تكون طبيبة نفسها، وذلك بتجنبها ما يضر حملها عملا بمبدأ: (الوقاية خير من العلاج) . والسيدة الحامل يصيبها الأرق أثناء فترة الحمل . وللتغلب علي ذلك، عليها أن تسير في الهواء الطلق قبل وقت النوم، وأن تتناول كوبًا من اللبن الدافئ، وأن تتكئ علي وسائد عند نومها، فإن ذلك يساعد علي ارتخاء ومرونة عضلات الجسم ويهيِّئ لها نومًا مريحًا. من كل ما سبق يتضح أن برنامج رعاية الأم الحامل يجب أن يشمل الاهتمام بالنواحي الغذائية والطبية، والتي يجب أن تقوم بدورها الوقائي، فالإشراف الكامل علي صحة الأم الحامل يحميها من الاضطرابات التي قد تتعرض لها أثناء الولادة وتقلِّل آثار العوامل التي لا تخضع للتحكم. متي سيري المولود النور؟ هذا أول سؤال توجهه السيدة لطبيبتها عندما تخبرها بأنها في انتظار مولود جديد، وتظل تتساءل، وقد تكون في حَيْرة من أمرها، كيف أعرف ميعاد الولادة!! وقد اتفق الأطباء علي أن مدة الحمل العادي هي 280 يومًا، ولمعرفة موعد الوضع يجب أن تعود الأم إلي ثلاثة أشهر من تاريخ أول يوم من آخر حيض، ثم تزيد سبعة أيام، وذلك في العام التالي. فمثلا لو كان أول يوم لآخر حيض هو أول أغسطس تعود إلي الوراء ثلاثة أشهر، أي إلي أول مايو ثم تزيد سبعة أيام. أي ( مايو، فيكون هذا هو ميعاد الولادة، مع العلم أن هذا الموعد يكون تقريبًا، حيث إن نسبة الأطفال الذين يولدون في موعدهم بالضبط تكون قليلة. مشكلات الحمل: اهتم الإسلام بصحة الجنين، ودعا إلي توفير الرعاية الصحية للحامل ؛ لأنَّ الجنين يتأثر بما تتأثر به الأم من عوامل خارجية. ومن العوامل التي قد تُعَرِّض الحامل للخطر: - سوء التغذية: فعندما يكون غذاء الأم غير كافٍ،سواء من حيث نوعه أو كميته، فإن ذلك يضر بالجنين . - التدخين والإدمان: فالتدخين يسبب زيادة خطر حوادث الإجهاض أو موت الجنين . وقد لوحظ أن السيدات اللاتي يدخِّن يضعن عادة مواليد أوزانها أقل من المعتاد؛ مما يعرِّض صحة المولود للخطر، بالإضافة إلي أن نسبة المواليد المُشوهين من السيدات المدخنات تكون كبيرة بالمقارنة بغيرهم . أمَّا الإدمان: فإنه يؤدي إلي عيوب وراثية في الجنين، ينشأ عنها طفل يعاني من خلل في جزء أو أكثر من أجزاء جسمه، وقد يؤدي إلي الإعاقة العقلية والبدنية ؛ ولذا حرص الشرع الحنيف علي تحريم تعاطي المخدِّرات، وحذَّر من الوسائل التي تؤدي إلي إسقاط الجنين أو إضعافه وتشويهه، بل فرض علي الأم عقوبة إن فعلت ذلك، وذلك يعتق رقبة، ودفع غرة والغرة: هي عبد أو أمة، أو قيمتها: خمسمائة درهم أو مائة شاة أو خمس من الإبل، أو قيمتها بالذهب (5ر212 جم) تقريبًا. -العوامل الوراثية: يعتبر إجراء الفحوص الطبية علي الزوجين قبل زواجهما من الأمور المهمة، فهناك بعض الأمراض والعوامل الوراثية التي تؤثر تأثيرًا سلبيا علي الجنين، سواء كان هذا التأثير في تكوينه الجسماني أو العقلي، مثل: أنيميا البحر المتوسط، والهيموفيليا (مرض سيولة الدم الوراثي)، ولذلك ينصح بإجراء الفحوص الطبية قبل الزواج لتجنب هذه الحالات والوقاية منها . -اختلاف دم الأم والأب أو عامل R.h : وهو مرض دموي يصيب الوليد، ويظهر هذا المرض عندما تكون الزوجة (- Rh) سالب، والزوج (+ Rh) موجب، وفي هذه الحالة يكون نوع دم الأبناء دائمًا موجبًا (R.h+)، فيولد الطفل الأول بدون مشاكل، وتظهر المشكلة مع الطفل الثاني دائمًا، حيث إنه عند ولادة الطفل الأول يختلط بعض من دمه بدم الأم، فيكوّن دم الأم أجسامًا مضادة للدم الموجب، وعند اختلاط دم الأم بالطفل الثاني. تسبب الأجسام المضادة هدم الخلايا الدموية للجنين، وبذلك قد يولد الطفل وهو يعاني من فقر الدم (الأنيميا)، واليرقان (الاصفرار) أو غيرها، وقد تنتج عن ذلك وفاة الطفل بنسبة حالة في كل ثلاثين حالة، أو قد يتسبب ذلك في الضعف العقلي للأطفال. وقد أتاح الطب الحديث اكتشاف الوسائل التشخيصية والعلاجية لهذا المرض الخطير، ويتلخص الاحتياط والوقاية منه في إعطاء الأم حقنة خاصة ضد إنتاج الأجسام المضادة لفترة الحمل التالية المحتملة. إصابة الأم بمرض مُعْدٍ: فتعرُّض الأم للإصابة ببعض الأمراض المعدية كالحصبة الألمانية أثناء الشهور الثلاثة الأولي من الحمل، أو أصابتها بالأمراض التناسلية كالزهري والسيلان؛ يؤدي إلي حدوث نمو شاذ للطفل. الأدوية والعقاقير: فاستخدام الأدوية والعقاقير مثل: الإسبرين، والمهدئات، والمنومات، والمضادات الحيوية دون استشارة الطبيب يشكل خطرًا علي السيدة الحامل، وعلي صحة الجنين. التعرض للإشعاع: فتعرض السيدة الحامل للإشعاع يعرض الجنين للتشوه ، أو الاضطرابات العصبية والضعف العقلي وفقدان البصر. الحالة الانفعالية للأم: من العوامل ذات التأثير القوي علي الجنين من حيث استجابته وتطوره: حالة الأم الانفعالية، فقد ثبت أنَّ لاضطراب غدد الأم أثرًا في نقص أو زيادة إفراز الهرمونات، وقد يؤدي هذا إلي نقص في نمو العظام أو الضعف العقلي، كما ثبت أن الخوف والغضب والتوتر والقلق عند الأم يؤدي إلي إفراز الغدد وتغير التركيب الكيميائي للدم؛ مما يؤثر بدوره في نمو الجنين. عمر الأم: حيث يعتبر عمر الأم هامَّا لصحة الوليد، فالأم التي يزيد سنها علي الخامسة والثلاثين قد تكون أكثر عرضة للأخطار عن غيرها ؛كما أن الحمل بالنسبة لصغيرات السن قد يشكل خطورة عليهن، لذلك فإنَّ أفضل عمر للحامل يكون ما بين 20 إلي 30 سنة. صحة الأم: العناية الطبية خلال فترة الحمل تعتبر غاية في الأهمية للتقليل من مشكلة ولادة أطفال غير أصحاء . تكرار الحمل: يؤثر تكرار الحمل في صحة الأم، وينعكس ذلك بصورة سلبية علي الجنين . الإجهاض: وهو الخطر الأول والأكبر علي الأم الحامل والجنين، وهو يعني ولادة الجنين قبل نضج تكوينه الجسماني، وأول علامة تنذر بحدوث الإجهاض هي خروج الدم من المهبل . ويحدث الإجهاض نتيجة الأمراض، فقد يحدث بسبب إصابة الأم بمرض الزهري، أو أمراض الكلي، أو البول السكري،أو الحميات المعدية والتسمم، أو التهابات الجهاز التناسلي، كما أن الانفعالات النفسية والصدمات العصبية والحزن والخوف لها تأثير كبير في إحداث الإجهاض . ومن العوامل الأخري التي تسبب الإجهاض وقوع ضرر جسماني علي الأم: كالوقوع علي الأرض، أو حمل أشياء ثقيلة، أو القيام بمجهود شاق . -تلوث المجاري البولية: فانقطاع البول أو الانخفاض في كميته يعني علامة خطر يجب أن تنتبه لها السيدة الحامل، وعليها في هذه الحالة الإسراع بمراجعة الطبيبة قبل أن يسبب ذلك مضاعفات قد تكون خطرة . تسمم الحمل: قد يبدأ التسمم فجأة ويتضاعف، ويسبب صداعًا مستمرّا أو زيادة محسوسة في الوزن، أو انخفاضًا في كمية البول، ويمكن اكتشاف التسمم عن طريق ملاحظة الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم وزيادة (الزُلال) في البول . وهناك العديد من الوسائل التي تقضي علي تسمم الحمل بسهولة، ولكن اكتشاف التسمم في مراحله الأولي أفضل كثيرًا ؛ حتى لا يسِّبب أضرارًا للحامل والجنين . وعلي الحامل أن تتصل بالطبيبة فورًا، دون انتظار للزيارات الدورية، إذا ظهرت عليها الأعراض التالية: حدوث نزيف دموي أثناء الحمل، أو صداع شديد في الرأس، أو قيء مستمر،أو شعور دائم بالرغبة في القيء، أو تورم في القدمين، أو ارتفاع درجة حرارة الجسم، أو آلام البطن المستمرة، أو اندفاع الإفرازات السائلة من المهبل فجأة، أو انخفاض في كمية البول، أو عدم تحُّرك الجنين لمدة 24 ساعة متصلة من الشهر الثامن. ومن الطبيعي أن ُتصاب المرأة الحامل بالإمساك، والذي يمكن أن يضر الأم والجنين، حيث إنَّ استمرار البراز داخل الجسم لمدة طويلة يؤدي إلي امتصاص الدم للسموم؛ فتُضَار الأم وجنينها . ويمكن تفادي الإمساك بالطرق الطبيعية دون الاستعانة بالأدوية -قدر المستطاع- وذلك إذا أكثرت الحامل من شرب اللبن وأكل الفواكه التي تساعد علي تليين البراز، كذلك الخضروات الطازجة النيئة والمطبوخة . والكثيرات من السيدات المتزوجات اللاتي لم يحملن من قبل قد تظهر عليهن الأعراض الأولي للحمل، والتي يمكن أن تتشابه مع أعراض مرضية، وخصوصًا أمراض الجهاز الهضمي أو البولي أو بعض الحميات، ولعدم معرفتهن بأعراض الحمل ؛ فقد يتناولن الأدوية والعقاقير، أو يجرين فحوصًا بالأشعة، لذلك عليهن التأكد بواسطة الطبيبة المختصة أنهن غير حوامل قبل تناولهن أي دواء ؛ حتى لا يسبب ذلك ضررًا جسيمًا للجنين في الشهور الأولي من الحمل .
26 | |
|