جاء رجل الى الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه . وقد أشترى هذا الرجل داراً فجاء الى الامام علي فرحا مسرورا بها وقال له ياأمام لقد أشتريت داراً واريد ان تكتب عقد الشراء لي بيديك . فنظر الامام علي الى وجه الرجل فوجد أن الدنيا قد تربعت على عرش قلبه فاراد ان يلقنه درسا في الله . فهذا الرجل جاء وقد ملأت الدنيا كل تفكيره . الى رجل قد طلق الدنيا فكلنا يعرف أن الامام علي هو صاحب المقولة المشهورة يادنيا طلقت ثلاث لارجعة فيها فعمرك قصير وزاد حقير . أه من قلت الزاد وبعد السفر .. أخذ الامام علي بالقلم وكتب .
بسم الله الرحمن الرحيم
أشترى ميتُ من ميتٍ داراً .. ( البائع ميت والمشتري ميت )
داراً تقع في سكة الغافلين وبلد المذنبين ( الدنيا )
لها أربعة حدود
حدها الاول ينتهي الى الموت .. وحدها الثاني ينتهي الى القبر
وحدها الثالث ينتهي الى الحساب
وحدها الرابع ينتهي أما الى الجنة وأما الى النار
فستفاق الرجل من غيبوبته وعاد الى رشده . وهو يرى عظمة هذا الرجل الذي حوله من حال زائلة الى حال باقية فالدنيا فانية والاخرة هي دار القرار