قَانِتةحَافِظَةَلِلْغَيْب
عدد المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 05/07/2010
| موضوع: احكام التعزية للشيخ محمد حسان حفظة الله وحماه الأحد يوليو 25, 2010 5:21 pm | |
| ففي الحديث الذي رواه النسائي وأحمد والحاكم وصححه وأقره الذهبي والألباني قال : صحيح كما قال الذهبي والحاكم ، عن قرة المزني – رضي الله عنه – قال : كان نبي الله إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه وفيهم رجل له ابن صغير ، يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه فقال له النبي : "تحبه؟".النبي يسأل الرجل أو الصحابي فيقول "له : "تحبه؟ فقال : يا رسول الله أنا أحبه حباً بالغاً كبيراً فهلك – أي فمات هذا الغلام – فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة حلقة رسول الله ؛ لذكر ابنه ، فحزن عليه ، ففقده النبي فقال : "ما لي لا أري فلانا؟".
انظر إلي عظمة الرسول ، كان إذا أحضر أحد من اصحابه دعا له ، وإذا غاب أحد من اصحابه عن حلقته ومجلسه سأل عنه هذا خلق المربي .
فالنبي يسأل ويقول : "ما لي لا أري فلانا؟" . فقالوا : يا رسول الله بنيه الذي رأيت هلك .. ابنه مات فلقيه النبي فسأله عن بنيه .. عن ولده فأخبر بأنه هلك .. هذا هو الدليل دليل مشروعية التعزية ، حتي ولو لم يبلغك للوهلة الأولي أو في الأيام الأولي خبر موت فلان ، كما سأبين الآن إن شاء الله تعالي فعزاه عليه.
ثم قال : "يا فلان أيما كان أحب إليك أن تمتع به عمرك – يعني في حياتك – أو لا تأتي إلي باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إلي هذا الباب يفتحه لك". انظر إلي هذه البشارة ، تموت وتتركه . أم يسبقك إلي باب الجنة كلما ذهبت إلي باب وجدت ولدك الذي مات وهو صغير في حياتك ، وجدت ولدك علي باب الجنة يفتح لك بابها ، فضل وكرامة .. فقال الرجل : يا نبي الله ، بل يسبقني إلي باب الجنة ليفتحه لي .. لا . هذا أحب إلي ، يموت الآن ويسبقني علي باب الجنة يفتحه لي أفضل ،قال : "فذاك لك"([1]) . هذه بشارة "فذاك لك".
فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله ، جعلنى الله فداك يا رسول الله ، جعلنى الله فداك أو فداؤك ، أله خاصة ؟ يعنى هذه البشارة لهذا الرجل فقط أم لكلنا ، فقال المصطفى : (( بل لكلكم )) . فمن مات ابنه فصبر واحتسب دون أن يبلغ الحلم ، ابنه هذا على باب الجنة ليفتح له.
الحديث له شاهد كما قال الشيخ الألبانى – رحمه الله تعالى .
وعن أنس بن مالك – رضى الله عنه – عن النبى قال : (( من عزى أخاه المؤمن فى مصيبته كساه الله حلة خضراء يحبر بها يوم القيامة )) ([2]) . فقال رجل : يا رسول الله، ما يحبر بها ؟ فقال : (( يغبط )) . يعنى يغبط على هذه الحلة ، إذا رأى الناس عليه هذه الحلة الخضراء ، غبطوه.
الحديث أخرجه الخطيب فى تاريخ بغداد ، وابن عساكر فى تاريخ دمش ، وله شاهد عن طلحة بن عبيد الله مقطوعا أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف قال الشيخ – رحمه الله : هو حديث حسن بمجموع الطريقين ، وقد فصل ذلك الشيخ – رحمه الله – فى إثبات أن الحديث حسن بطريقيه فى كتابه الماتع إرواء الغليل فى تخريج أحاديث منار السبيل .
هناك حديث : (( من عزى مصابا فله مثل أجره )) ([3]) هذا الحديث المشهور على الألسنة ، لكنه حديث ضعيف كما بين ذلك الإمام النووى – رحمه الله تعالى – فى كتابه الماتع المجموع شرح المهذب ، وكما بين ذلك أيضا الإمام الحافظ ابن حجر فى التلخيص ، وكذا حكم عليه بالضعف أيضا الشيخ الألبانى – رحمه الله – فى ارواء الغليل .
أيضا من السنة : أن يعزى المسلم أخاه بما يظن أن فيه تسلية له ، فإن حضره كلام النبى فى التعزية ، فهو أكمل و أولى وأفضل ، لكن إن لم يحضره فلا بأس أن يعزى المسلم إخوانه بأى كلام يظن أن فيه تسلية وتصبيرا لأهل الميت فى مصيبتهم – يعنى رجل من آبناءنا يقول لى : والله يا شيخ أنا لا أحفظ حديث النبى : (( لله ما أخد ولله ما أعطى وكل شئ عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب )).
هذه هي الصيغة الثابتة في تعزية النبي زينب، لصبى يحضر فممن باب أولى أن يكون لمن مات. تستحلف رسول الله مرة أخرى، تستحلف رسول الله، بالله أن يذهب إليها فقام النبي وقمنا.. يعنى قمنا مع رسول الله فرفع الصبى إلي حجر رسول الله، أو أوضع في حجر رسول الله ونفسه تقعقع – يعني يرتج ويرتجف، كأنها في شنه- يحدث صوتا، وفي القوم سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، ورجال من أصحاب رسول الله فلما رفع الصبي في حجر المصطفى، ووجده يعاني من خروج الروح، بكى رسول الله فتعجب الصحابة فقال له سعد بن عبادة- رضي الله عنه: ما هذا يارسول الله؟ تبكي- توقع آلا يبكى النبي أو استكثر أن يبكي على الطفل- فقال : "إنها رحمة يضعها الله في قلوب من يشاء من عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء"([4]). يالله !! كلمة رقراقة رقيقة جدا كلها رحمة.
يعني البكاء رحمة، تدل علي رقة القلب، فرسول الله هو أرحم بشر عرفته الأرض.. أرحم قلب وأشفق قلب لا أقول بالمؤمنين فحسب، بل والله حتى بالمشركين قال الله في حقه: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (128) سورة التوبة حتى بالمشركين والأمثلة على ذلك كثيرة جدا، تعلمون ماذا به في مكة؟ عذب وأوذى ووضعت النجاسة على ظهره، وخنق حتى كادت أنفاسه أن تخرج وطرد من بلده، واتهم في عرضه، واتهم في عقله، واتهم في شرفه، ومع ذلك لما أرسل الله إليه ملك الجبال، وقد أرسلنى الله إليك، فمرنى بما شئت، لو أمرتنى أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت – والأخشبان جبلان عظيمان يقال للجبل الأول: أبو قبيس ويقال للجبل الثاني: الأحمر.
فقال الرحمة المهداة: "لا يامالك الجبال بل إنى أرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا".
قمة الرحمة الدم يسيل، رؤية الدم تثير الدم- يعنى لو رأى الإنسان دماءه تنزف لإيذاء وقع عليه، يثور دمه لينفعل، ليرد عن نفسه الظلم- فدماء رسول الله تنزف لكنه ما غضب يوما لنفسه قط، وما انتقم يوما لنفسه قط، أبدا وما ثأر يوما لنفسه قط، فحينما يغضب الإنسان يثأر لنفسه وينتصر لنفسه، وينتقم لنفسه.
رسول الله ما غضب لنفسه قط، وإنما كان غضبه إذا انتهكت محارم الله تبارك وتعالى.
سبحان الله، عبدالله بن أبى السرح كان قد آذى رسول الله وأهدر النبي دمه، أتعرف إهدار الدم – يعني: يقتل إن رآه المسلمون ولو رآه المسلمون ولو في الحرم- تخيل الرحمة الكبيرة في النبي ومع ذلك يهدر دم إنسان، فتصور وتخيل من خلال هذا ما عاناه النبي والإسلام من هذا الرجل الذى أهدر النبي دمه- يعني يصل به إلي هذا الحد – فيقول: "اقتلوه ولو رأيتموه معلقا بأستار الكعبة". ومع ذلك يأتي به عثمان بن عفان – رضي الله عنه- بعد فتح مكة إلي النبي، فلما رآه النبي أعرض عنه لم ينظر إليه، وسيدنا عثمان يقول: بايعه يارسول الله ... النبي يعرض عنه، سيدنا عثمان يقول: بايعه يارسول الله فيعرض يعرض عنه. فقال: بايعه يارسول الله : فمد النبي يده فبايعه.
سبحان الله، فلما انصرف قال النبي لأصحابه: "أوما كان فيكم رجل رشيد رآني كففت يدي عن بيعته مرة أو مرتين فيقوم ليقتله". فقالوا: هلا أو مأت إلينا يارسول الله؟ فقال النبي : "ماينبغي لنبي أن تكون له خائنة أعين"([5]).
عبدالله بن أبي بن سلول رأس النفاق الذي قال: لئن رجعنا إلي المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل.. سمن كلبك يأكلك، لقد غبر علينا حمار ابن أبي كبشة، إلي آخره لا تنفقوا علي من عند رسول الله حتى ينفضوا، كلمات خطيرة وكثيرة.
ومع ذلك لما مات عبد الله بن أبي بن سلول أعطاه النبي جبته فكفن فيها وصلى عليه، رحمة منه بعبد الله بن عبد الله بن أبى بن سلول أعطاه النبى جبته فكفن فيها وصلى عليه، رحمة منه بعبد الله بن عبدالله بن أبى سلول، أنظر الرحمة، فرحمة النبى لا حدود لها.
يأتيه شاب فيقول: يارسول الله ائذن لى في الزنا، ائذن لى في الزنا فقال الصحابة: مه مه فقال النبي: "أدنه" قرب اقترب "تحية لأمك؟". لا يارسول الله جعلني الله فداك.. يقول: "وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم، اتحبه لأختك؟ أتحبه لابنتك؟" إلى آخره.. "وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم وأخواتهم".
وبعد كل هذا يمد النبي يده ليضعها على صدر هذا الشاب وهو يقول: "اللهم طهر قلبه واغفر ذنبه وحصن فرجه"([6]) الأمثلة كثيرة حتى بالحيوان .. "إن الله كتب الإحسان على كل شئ، فإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"(2).
انظر الرحمة: "دخلت امرأة النار في هرة". و"دخلت بغي الجنة في كلب".
فأول من أصل الرفق بالحيوان هو سيد ولد عدنان، وليس الغرب الكافر الظالم الجائر الذى يتلاعب بالعواطف والمشاعر.
فترى المرأة منهم تحمل القطة علي يديها فتخرج لتجرى لها جراحة تتكلف ألف دولار عملية جراحية، أنا أتكلم عن واقعة، كنت أصلى الفجر في المركز الإسلامي في منطقة بروكلين في نيويورك، وفي برد قارس وبعد خروجي من المسجد، أو المركز الإسلامي وأنا إلي جوار أحد الأخوة، رأيت امرأة أمريكية تحمل قطتها وتبكي فقلت: سبحان الله، ما هذا المنظر يأخ فلان؟ قال: والله لا أدرى، قلت له: إسألها. فوقف وسألها فقالت: بأن القطة مريضة، وهي خرجت في هذا الجو البارد لتجري لها عملية جراحية، طبعا أنا دخلت المستشفي أعزكم الله مستشفي خاصة بالكلاب، مستشفي متكامل خاص بالكلاب فقط، فصممت أدخل، فرأيت شيئا رهيباً لا أنكره، لكن أنا أريد أبين لك التناقض عند هؤلاء الكذابين فقلت إسالها: كم تتكلف العملية؟ قالت: ألف دولار- يعني آلاف ونصف تقريبا، عملية جراحية لقطة، وهم الذي يرون بأعينهم مشهداً كمشهد الطفل محمد الدرة الذى مات برصاص الغدر والخيانة على أيدي اليهود المجرمين، يرون هذا المشهد الذى يخلع الأفئدة، لكن لا تتحرك أفئدتهم لمثل هذه المشاهد، ولا أريد أن أتفرغ. فإذا الرسول يبكى، فيقول له سعد بن عبادة: تبكي يا رسول الله فقال: "إنها رحمة يضعها الله في قلوب من يشاء من عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء"(1)
والحديث رواه البخارى ومسلم.
والشاهد من الحديث هو لفظ التعزية: "إن الله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شئ عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب".
قال الإمام النووي في كتاب الأذكار: هذا الحديث أحسن ما يعزى به.. يعني هذا أفضل الألفاظ في التعزية.
وعن بريدة بن الحصين قال: كان رسول يتعهد الأنصار ويعودهم، ويسأل عنهم، فبلغه عن امرأة من الأنصار مات ابنها وليس لها غيره، أمرأة من الأنصار مات ابنها، وليس لها غيره، وإنها جزعت عليه جزعاً شديداً فأتاها النبى ومعه أصحابه، فلما بلغ باب المرأة – قيل للمرأة: إن نبى الله يريد أن يدخل للتعزية، فدخل رسول الله فقال: "أما إنه قد بلغني أنك جزعت علي ابنك". فأمرها بتقوى الله وبالصبر.. فقالت: يارسول الله، ومالي لا أجزع وإني امرأة رقوب- أى لا ألد ولم يكن لي غيره- فقال رسول الله: "الرقوب الذى يبقى ولدها". ثم قال: "ما من امرئ مسلم أو امرأة مسلمة يموت لها ثلاثة أولاد يحتسبهم- أى عند الله- إلا أدخله الله بهم الجنة". فقال عمر وهو علي يمين النبي: بأبي انت وأمي يارسول الله واثنين قال: "واثنين"(1)
والله لو قال له صحابي: وواحد، والله لقال، طبعا ليس هذا من باب الافتآت على رسول الله حاش وكلا، وإنما هو من باب رحمته.
الحديث أخرجه الحاكم وقال: صحيح الاسناد ووافقه الذهبي وقال شيخنا الألباني: بل هو صحيح على شرط مسلم.
فالشاهد من الحديث أن رسول الله قد ذهب لتعزية هذه المرأة. أيضا: قوله حينما دخل على أم سلمة- رضي الله عنها- عقب موت أبى سلمة هذا أيضا لفظ يدخل في التعزية قال "اللهم اغفر لأبى سلمة وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يارب العالمين، وأفسح له في قبره ونور له فيه"(2). هذا أيضا دعاء ثابت في التعزية.
أيضا: قوله في تعزيته لعبد الله بن جعفر في أبيه جعفر ابن أبى طالب- رضي الله عنه – قال : "الله اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه" – يعنى عبد الله ابن جعفر-قالها النبى ثلاث مرات.
والحديث أخرجه أحمد بسند حسن.
من المسائل المهمة التى تغيب على كثير من المسلمين: أن التعزية لاتحد بثلاثة أيام، يعنى بعض الناس يضن أنه إن فات على موت الميت ثلاثة أيام فلا يعزى، هذا خطأ لم يثبت هذا عن النبى، بل التعزية ثابته في أى وقت تبلغك فيه مثل هذه الأنباء لتطيب وتصبر أهل الميت فلا تحد التعزية أتى بها، فقد ثبت عن النبى أنه عزى بعد ثلاثة أيام.
كما في حديث عبد الله بن جعفر- رضي الله عنه- بعث رسول الله جيشا استعمل عليه زيد بن حارثة وقال: "فإن قتل زيد، فجعفر بن أبى طالب، فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة- رضي الله عنهم جميعا- قال: فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية جعفر بن أبى طالب فقاتل، ثم قتل ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ففتح الله عليه" وأتى خبرهم النبى، فخرج النبي إلى الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال: "إن إخوانكم لقوا العدو، وإن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل واستشهد". وهذه شهادة من النبي لهم بالشهادة "ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل فاستشهد، ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله" وهذه شهادة عظيمة من رسول الله لخالد بن الوليد – رضي الله عنه- "ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه"، ثم أمهل النبي آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم، فلم يذهب إليهم بعد هذه التعزية في المسجد مباشرة، بل أمهلهم ثم أتاهم فقال: "لا تبكوا على أخى بعد اليوم". يقصد جعفر بن أبى طالب.. "ادعو لي ابن أخى" قال عبد الله: فجئ بنا كأنا أفراخ أو أفرخ- يعنى فراخ صغيرة- أطفال صغار فجئ بنا كأنا أفرخ.
فقال: "ادعو لي الحلاق". فجئ بالحلاق فحلق رؤوسنا ثم قال: "أما محمد فشبيه عمنا أبى طالب".
انظر المداعبة الجميلة، وأبو طالب كان مات، ومات على الكفر، لكن انظر إلى النبى فشبيه عمنا أبى طالب.. وأما عبد الله فشبيه خلقى وخُلقى.
يالله، عبد الله بن جعفر – رضوان الله عليه وعلى أبيه- أخذ بيديه فقال: "اللهم اخلف جعفرا في أهله".
يالها من غنيمة "وبارك لعبد الله في صفته يمينه". قالها ثلاث مرات قال: فجاءة أمنا فذكرت له يتمنا، وجعلت تفرحه له..أى تحزنه عليه، أى علي اليتم.. يتم أولاد جعفر فقال: "العيلة تخافين". يقول لأمهما: العيلة تخافين.. يعني تخافين عليهم من الفقر "وأنا وليهم في الدنيا والآخرة"(1) الحديث رواه أحمد باسناد صحيح بهذا اللفظ، على شرط مسلم، ورواه من هذا الطريق أيضا الحاكم في مستدركه.
الثابت أو الشاهد من الحديث: أن النبى عزى آل جعفر بعد نعى جعفر للمسلمين بثلاثة أيام، فلا تحد التعزية بثلاثة أيام.
ومن السنة أيضا: هذه كانت سنة قديمة وعادة موجودة في بلادنا، وقرأنا ولكنها انقرضت الآن نسأل الله أن يردها؛لأنها من السنة- ألا وهي أن يصنع المسلمون والجيران والأقارب من أهل الميت، أن يصنعوا لأهل طعاما- انظر إلي عظمة الدين فإن النبى لما نعى جعفر بن أبى طالب حين قتل قال: "اصنعوا لآل جعفر طعاما لأنه آتاهم أمرا يشغلهم أو آتاهم ما شغلهم"(2). أي الموت، هذه من السنن الرقيقة التي تلقي المحبة والمودة بين الناس، إذا مات ميت لا يكلف أهل الميت بإعداد الطعام، قد وقعت بهم مصيبة تشغلهم لمثل هذا، فيجب على أهل الحي أو أهل المكان أو اهل الميت من الأقارب أن يصنعوا الطعام؛ أهل الميت هذه سنة وقد ينسي أيضا أهل الميت فينشغلون بمن حضر للعزاء فقط.
فمن السنة: أن يصنع الطعام لأهل الميت كما قال النبى والحديث رواه أبو داوود والترمذي وحسنة وكذا رواه الإمام الدار قطني والشافعي والإمام أحمد وهو صحيح الاسناد وكما قال الحاكم والذهبي والألباني.
| |
|
قَانِتةحَافِظَةَلِلْغَيْب
عدد المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 05/07/2010
| موضوع: رد: احكام التعزية للشيخ محمد حسان حفظة الله وحماه الأحد يوليو 25, 2010 5:42 pm | |
| ومن المسائل الرقيقة في باب التعزية: أنه يستحب أن يمسح على رأس اليتيم، وأن يكرم. إذا رأيت يتيما فامسح على رأسه، وبالغ في إكرامه، إن ذلك كان من هدى النبى قال الله تعالى: { فَأَمَّا اليَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ }[الضحى/9] وأود أن أقول لكل يتيم على وجه الأرض: إن المصطفي كان يتيما، ونشأ يتيما، فكان يتمه تشريفا وتكريما لكل يتيم.
يقول عبد الله بن جعفر: لو رأيتني وعبيد الله بن عباس، وقف- مولي من الموالي- ونحن صبيان نلعب إذ مر النبى على دابة فقال: "إرفعوا هذا لى". يعنى عبد الله بن جعفر، فعبد الله ابن أخيه، فالنبى ترى في حجر أبى طالب فالنبى يقول: "ارفعوا هذا لى" قال: فحملني أمامه والنبى راكب دابة فرفعوا له عبد الله بن جعفر فوضعوه أمامه على الدابة وقال لقف: "ارفعوا هذا". ووضعه النبى وراءه، وكان عبيد الله أحب إلى العباس من قف، عبيد الله بن عباس، فما استحيا من عمهr أن حمل قفا، وترك عبيد الله بن عباس.
قال عبد الله بن جعفر: ثم مسح على رأسي ثلاثا، وقال كلما مسح: اللهم اخلف جعفرا في ولده.
قال عبد الله: "ما فعل قف" قال: استشهد قال: قلت الله أعلم ورسوله بالخير قال: أجل (1)
إذا كانت التعزية من باب تسلية أهل الميت. فهل ينتفع الميت بشئ منها أو بعمل غيره؟
والجواب: لا شك أن الميت ينتفع من غيره من المسلمين بالدعاء، فلو دعا المسلم لأخيه يظهر الغيب فدعاؤه مقبول كما ثبت عن النبى وقال الله تعالي: }وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ{.
ثم يقول النبى "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه خير بخير قال الملك الموكل: ولك به آمين ولك بمثل"(2). يعنى الرجل الذكي المسلم الذي يريد الله أن يقضى حاجته، هو يدعو لأخيه بحاجته، فيؤمن الملك على دعاءه ويقول لك: بمثل، ودعاء الملك مستجاب إذا قال الملك: ولك بمثل. هذه مضمونة الإجابة؛ لأن الذي أمن على دعاءه لا يرد، مقبول، فدعوه المسلم لأخيه المسلم يظهر الغيب مستجابة. والحديث رواه مسلم وأحمد وغيرهما.
ثانيا: الشاهد من هذا أن صلاة الجنازة المعلوم أن جلها دعاء للميت، وكما رأينا ألفاظ التعزية فيها أيضا دعاء للميت "اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهدييين، واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين، وافسح له في قبره ونور له فيه"
يعني كل التعزية ألفاظها دعاء فالميت ينتفع بالدعاء، لاسيما إن كان الدعاء بظهر الغيب كما قلنا، ولا بأس أن تدعو أيضا في التعزية فهذا ثابت عنه.
أيضا من الأمور المتعلقة بهذا: قضاء ولى الميت صوم النذر عنه.
فعن عائشة – رضي الله عنها- قالت قال النبي: "من مات وعليه صيام صام عنه وليه"(1). يعني أنا والدى مات وعليه صيام، صيام الفريضه أصوم عنه.. ابنه أو أي فرد من أهله، والحديث رواه البخاري ومسلم.
وعن أبن عباس- رضي الله عنه- أن أمرأة ركبت البحر فنذرت بأن الله تعالى إن نجاها أن تصوم شهرا، فأنجاها الله عز وجل ولم تصم حتى ماتت، فجاءت قرابة لها أي جاء أهلها أمها أو أختها أو ابنتها إلى النبى فذكرت ذلك له فقال النبى: "أرأيت إن كان عليها دين أو كنت تقضيه" قالت: نعم. قال: "فدين الله أحق أن يقضى" (2)
لكن الصلاة فيها قولان والراجح: أنه لا يصلى عنه، بل تصوم عنه، تؤدى عنه دينه كما فصلت قبل ذلك.
والحديث رواه أبو داوود وأحمد وغيرهما وسندهما صحيح، أيضا: عن سعد بن عباده- رضي الله عنه- استفنى رسول الله قال له سائل: إن أمي ماتت وعليها نذر قال: "اقضيه عنها اقضيه عنها"(1). والحديث رواه البخاري ومسلم فقضاء الدين عنه من أي شخص وليا كان أو من غير أولياءه – يعنى لو قام رجلا مسلما- كما قلت قبل ذلك – وقال: على دين فلان ولو لم يكن من أهله أو أقاربه فله ذلك، وهو مأجور، وقد سبق الدليل على ذلك، أيضا: ما يفعله الولد الصالح من الأعمال الصالحة فإن لوالديه مثل أجره، يعنى ابنك الصالح إن ربيت ولدك على القرآن السنة والصلاح، كل عمل يعمل ولدك في ميزانك وفي ميزان أمه، نعم، فإن النبى قال: "إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه"(2) أيضا:يؤيد ذلك أن عائشة – رضي الله عنها- قالت: إن رجلا قال: إن أمى ماتت ولم توص، الورع لو تكلمت تصدقت – يعنى أظنها لو كانت ستوصى بشئ كانت ستوصى بالصدقة – فهل لها اجر إن تصدقت عنها؟ قال: "نعم فتصدق عنها"(3). أى فلها أجر إن تصدق عنها، وأمره أن يتصدق عنها.
والحديث في صحيح البخارى وغيرهما وهذا لفظ البخارى أيضا: عن ابن عباس- رضي الله عنه- أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها فقال: يارسول الله، إن أمى توفيت وأنا غائب عنها، فهل ينفعها بشئ إن تصدقت عنها؟ هذا شئ نحتاجه كلنا قال: فهل ينفعها بشئ إن تصدقت عنها؟ قال: "نعم".
فقال سعد بن عبادة فإنى أشهدك أن حائط المخراف صدقة لها(4).
وحائط المخراف: أى الذى أثمر وأينعت ثمرته أى لامة. الحديث رواه البخارى وأبو داوود وغيرهما.
أيضا: عن أبى هريرة- رضي الله عنه- أن رجلا قال للنبى:إن أبى مات وترك مالا، ولم يوص فهل يكفر عنه إن تصدقت عنه؟ قال: "نعم"(1) والحديث رواه مسلم والنسائى.
والأدلة على هذا كثيرة جدا، أن الميت ينتفع بعد موته بالدعاء ، وينتفع بالصدقة ، وينتفع بالعبادة كالصيام ، كدين إن لم يقضى عنه أو كالنذر إن لم يقضى عنه، إن لم يقضى في حياته يقضيه بعد موته ، كل هذه أدلة تثبت أن الميت ينتفع بما يفعل له من عمل صالح بعد موته.
والدليل العمدة في ذلك أنه قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمل إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"(2) والحديث رواه البخارى ومسلم، وهذا لفظ البخارى في الأدب المفرد، وليس في الصحيح، وإلا فالحديث في صحيح مسلم ورواه أبو داود والنسائي والطحاوى والبيهقي، وأحمد وغيرهم.
وعن أبى هريرة – رضي الله عنه – أن النبى قال: "إنى كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكركم الآخرة فمن أراد أن يزور فليزر ولا تقولوا هجرا"(3)
قال النووي- رحمه الله تعالي- في كتابه الماتع المجموع شرح المهذب قال: والهجر: الكلام الباطل، وكان النهي أولا لقرب عهدهم من الجاهلية، فربما كانوا يتكلمون بكلام الجاهلية الباطل، فلما استقرت قواعد الإسلام وتمهدت أحكامه واشتهرت معالمه أبي لهم الزيارة واحتاط بقوله: "ولا تقولوا هجرا"
إذا زيارة المقابر في أول الأمر، نهى عنها النبى، من باب سد الذرائع ، لأن الصحابة كانوا حديثي عهد بإسلام ولم تتأصل وتتقرر قواعد الشرع بعد، فأراد النبى أن يسد الذرائع لأي صورة من صور الشرك، وأن يسد الطريق على الوقوع في أى عمل من أعمال الشرك، وأن يسد الطريق علي الوقوع في أى عمل من أعمال الشرك، أو في اى قول من أقوال الشرك فنهاهم النبىr عن زيارة القبور ثم بعد ذلك قال: "إني كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها ولا تقولوا ما يسخط الرب"(1)أى ما يغضب الرب- عز وجل- كأن تقول المرأة مثلا إن ذهبت للزيارة حينما تقف على قبر زوجها: لا نستطيع بعدك يا فلان، ياسبعي ياجملى، يامن كنت كذا وكذا إلى آخر هذا الكلام الباطل الذى نهى عنه النبى.
أيضا: عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- أن النبى قال: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور آلا فزوروها فإنها ترق القلب" أى ترقق القلب " وتدمع العين وتذكر الآخرة ولا تقولوا هجرا"(2)
فزيارة المقابر ترقق القلوب، وكنت قد جعلت زيارة القبور أصلا من أصول التوبة والعودة إلى الله عز وجل، ورقة القلب وخشوع الجوارح.
ذكرنا منهجا عمليا قبل ذلك، ومن بين بنود هذا المنهج أن نكثر من زيارة القبور، فشتان شتان بين حال قلبك وانت ذاهب إلي المقابر، وبين حال قلبك وأنت عائد من المقابر، إن ذهبت بنية تذكر الآخرة، لو أخذت أخا من إخوانك وذهبت إلى المقابر، ومكثت بين القبور ساعة سترجع حتما بقلب يختلف تماما من القلب الذى ذهبت به إلى المقابر إلا من قسا قلبه فالمقبرة لها هيبة، الموت له هيبة، فزيارة المقابر ترفق القلب وتدمع العين، لو وقفت وحدك أمام قبر ستبكي بشرط ألا يشغلك أحد أو تنشغل بشاغل.
لذلك أقول: إذهب أنت وأحد إخوانك فقط وتذكرالآخرة. نعم المقابر تذكرة الآخرة، فالموت يذكرة الآخرة، من أجل ذلك أمرنا النبى أن نكثر من ذكر الموت ومن زيارة القبور "ولا تقولوا هجرا" أى لا تقولا باطلا يسخط الرب تبارك وتعالى. والحديث رواه الحاكم بسند حسن.
والذى تدين به الله – عز وجل- في هذه المسألة أن النساء كالرجال في زيارة القبور لا خلاف بين الرجل والمرأة بضوابط وشروط، وهي مسألة اختلف فيها أهل العلم.
فمن علمائنا الأجلاء من حرم علي النساء زيارة القبور على الإطلاق لا مع الجنازة ولا مع غير الجنازة، ومن العلماء من جوز للنساء زيارة القبور بشرط ألا تخرج مع الجنازة، ولو كان الميت أباها أو أمها لا يجوز.
لكن لا حرج أن نذهب بعد ذلك لزيارة القبور من باب تذكر الآخرة، فهي كالرجل سواء في تذكر الآخرة، والدعاء أيضا للميت والأدلة على ذلك كثيرة منها عموم قوله:"إنى كنت نهيتكم عن زيارة القبور "فزوروها" يدخل في هذا الأمر الرجال والنساء إذ لا دليل على إخراج النساء من هذا الأمر العام لقوله: "فزوروها" فكل أمر في القرآن والسنة للرجال والنساء سواء، مالم يأت دليل خاص ليخص النساء دون الرجال أو ليخص الرجال دون النساء "فزوروها" هذا عموم، هذا عام للرجال وللنساء سواء، وبيان أن النبى كما يقول الشيخ الألبانى – لما نهى عن زيارة القبور في أول الأمر فلا شك أن النهى كان شاملا للرجال والنساء معا.
هذا كلام الشيخ الألبانى- رحمه الله: فلا شك أن النهى كان شاملا للرجال والنساء معا، فلما قال: "إنى كنت نهيتكم عن زيارة القبور" كان مفهوما أنه يعنى الجنسين ضرورة أنه يخبرهم عما كان في أول الأمر من نهى الجنسين، فإذا كان الأمر كذلك كان لزاما أن الخطاب في الجملة الثانية من الحديث وهو قوله: "فزوروها" للجنسين أيضا.
يعني: كان النهي في أول الأمر للجنسين للرجال والنساء فلما جاء الإذن بالزيارة "فزوروها" حتما فهو للجنسين أيضا أى للرجال والنساء.
ثم قال الشيخ- رحمه الله: ويؤيد ذلك أن الخطاب في بقية الأفعال المذكورة في حديث بريدة المتقدم آنفا أنه قال في رواية مسلم في الزيادة قال: "ونهيتكم على لحوم الأضاحي" هذه زيادة
عن قوله في حكم زيارة القبور "فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم، ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا"(1).
قال : فالخطاب في هذه الأفعال موجه إلى الجنسين قطعا إلى الرجال والنساء كما هو الشأن في الخطاب الأول الذى ثبت فيه قوله : "كنت نهيتكم عن زيارة القبور" أى للرجال والنساء "فزوروها" أى للرجال والنساء. أيضا قال : فإذا قيل بأن الخطاب بقوله في آخر الحديث "فزوروها" خاص بالرجال قال : اختل نظام الكلام الأمر الذي لا يليق بمن أوتى جوامع الكلم، ومن هو أفصح من نطق بالضاد .
ويزيده تأييدا الوجوه الآتية : منها : مشاركة النساء للرجال في العلة التي من أجلها شرعت الزيارة. ماهي العلة؟ " تذكركم الآخرة وترقق القلب وتدمع العين" فهذة العلة يشترك فيها الرجال والنساء.
| |
|
قَانِتةحَافِظَةَلِلْغَيْب
عدد المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 05/07/2010
| |